والوجاهات، وتستبقى أهل الإخلاص الذين يظاهرون نبيهم مع البأساء والضراء، وينصرون ربهم مهما تقلبت الليالى!.. ص _٠٣٩
والناس طائفتان: طائفة متجردة وفية للحق وإن أصابه ما أصابه، " وطائفة قد أهمتهم أنفسهم " لا يسعون إلا لمآربهم ولا يدورون إلا حول أشخاصهم "يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء"؟ إنهم غاضبون لأن مقترحاتهم لم يؤخذ بها، ولأن أشخاصهم لم تكن موضح التقديم والتقدير!! وأمثال هؤلاء لا تنتصر بهم عقيدة! ولم تجيء هزيمة أحد من سوء التخطيط كما يظن البعض، بل جاءت من التفريط فى إنفاذ الأوامر الصادرة، ولو أدى كل جندى دوره المرسوم له ما وقع المكروه، ولكن البعض نسى واجبه المكلف به لسوء تصرف منه، أو لطمع طارئ عندما تحقق للمسلمين النصر فى المرحلة الأولى من المعركة، وبدت أكوام الغنائم..!! " ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة... " أى تغير الموقف فتغيرت النتيجة.. "ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين". وعندما استغرب المؤمنون الهزيمة الفادحة، وبوغتوا بآثارها السيئة، تساءلوا: كيف وقع هذا؟ ولماذا؟ فكان التعليق الأعلى " أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير". إن هزيمتكم فى أحد نصف هزيمة المشركين فى بدر! فكفتكم- برغم ما حدث- أرجح، ومع ذلك فأنتم وحدكم المسئولون عما وقع لكم، وكان من الممكن أن تتجنبوه بالطاعة المفروضة على كل جندى، والتجرد المطلوب من كل مؤمن..!! ثم بدأ العزاء البليغ عن الأحداث المؤلمة، بدأ بقوله تعالى: " قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين * هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين * ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ". إن


الصفحة التالية
Icon