استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم". وينقطع التعليق على غزوة أحد مؤقتا، ليتصل الحديث مرة أخرى عن اليهود، ونلاحظ هنا أن السياق صار مزدوجا إلى آخر السورة، فهو تارة يتناول اليهود، وتارة يتناول عبدة الأوثان، ولا عجب فجهاد الدعوة يتناول الفريقين على سواء كما قال جل شأنه ص _٠٤٣
" لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور". ويبلغ اليهود فى كفرهم حدا من الإسفاف يحنق الحليم! فالقرآن يطالب المؤمنين بالإنفاق فى سبيل الله، سواء كان هذا الإنفاق دفاعا عن الحق أو كان إسعافا للفقراء والمساكين. وهو يفرض ذلك فى أسلوب عالي يغرى بالبذل، فى أشرف صور البيان " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ". فماذا يقول اليهود عندما يسمعون ذلك؟ يقولون: إن الله فقير يقترض من العباد!! ويقولون: إنه ينهى عن الربا ويتعامل به!! " لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ". والواقع أن هذا تعليق قوم ليس فى أفئدتهم إيمان ولا تقى، يعيشون بمواريثهم عيشة خسيسة! ويستقبلون الإيمان الغض بأحقاد بالية وسخائم محقورة.. ولا يستغرب فى مجتمعهم أن يعبد المال وحده، وأن تطلب الدنيا وتنسى الآخرة!! وأن يعاملوا غيرهم من البشر وهم صرعى هذا الدنايا.. اليهود يرون أنفسهم شعب الله المختار! فهل هذا الاختيار تعليم للأمم وإحسان إليها، أم هو الاستعلاء عليها ثم استغلالها واستنزافها؟. إن التاريخ اليهودى ليس تاريخ عطاء بقدر ما هو تاريخ صلف وغصب!! وليس عرب اليوم هم الذين يقولون ذلك، بل تقوله شعوب أوروبا وأمريكا التى عانت قديما وسوف تعانى مستقبلا.. وفى هذه السورة تلخيص لسيرة اليهود " وإذ