يكترث بغيرهما من رغبة أو رهبة بعيدة الصلة بالله. أما غير الموحدين فتصرفهم فى ميادين الحياة أمانى خادعة، ووعود كاذبة تجعلهم يجرون وراء السراب! ويضيعون أعمارهم سدى " يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا". والمباهاة بالأديان لا تجدى أصحابها فتيلا، المهم هو العمل الصادق والسلوك الراشد. ص _٠٦٥
وفى عصرنا هذا- كما يقول محمد عبده- يوجد من يتحدث عن الإسلام فيثنى عليه أعظم الثناء يقول: أى دين أصلح إصلاحه؟ أى دين أرشد إرشاده؟ أى شرع كشرعه فى اكتماله؟. فإذا سئل الواحد منهم: ماذا فعل للإسلام؟ وبماذا يمتاز على غيره من أتباع الأديان الأخرى لا يحير جوابا.. وردعا لقائلين غير فعالين يقول الله تعالى: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا". ومن الفتن المزعجة فى هذه الأيام العجاف أن نرى اليهود متشبثين بشرائعهم الدينية يلبس أحدهم قلنسوة الصلاة ويمرق بها فى أكثر الميادين زحاما ليؤدى شعيرته. أما المسلمون فأغلب ساستهم لا يحرص على أوقات الصلاة، إلا من عصم الله وعادت السورة بعدئذ إلى ما بدأت به وهو العلاقات الأسرية، فنبهت إلى الصبغة العامة لهذه العلاقات، وهى العدالة والإصلاح " ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما". وقد تحدث صدر السورة طويلا عن اليتامى، وأطال هنا فى الكلام عما قد يقع من تنافر بين الزوجين، فندب إلى الإصلاح ومقاومة شح النفس والتزام الإحسان، والتقوى والعدل فى حدود الطاقة.. فإذا تنافر الود وانكسرت الزجاجة وعزَّ الإصلاح فليلتمس كلا الطرفين ما يعوضه من فضل الله "وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما". وخزائن الله لا تنفد، فلا تسئ