الظن بالمستقبل إن فاتك الحاضر وتشبث بالتقوى والطاعة "ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا". وتكررت هذه الجملة ثلاث مرات فى سياق متقارب لتمنع اليأس وتصلح بال كلا الزوجين إذا حكمت الأقدار عليهما بالفرقة..! ص _٠٦٦
ثم أكدت قيام الأسرة على العدالة، بل قيام المجتمع كله على القسط والإنصاف فى آية جامعة "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين... ". والقيام بالقسط ليس شريعة بدأ بها الإسلام، إنه شريعة الأنبياء كلهم " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ". وهذا سر مجىء الآية التالية " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل...". إن الجور داخل البيت فتنة كبيرة سيئة الأثر على الزوجين والأولاد جميعا، والبيت المضطرب يشيع البلاء فى البيئة كلها... إن سورة النساء استعرضت طوائف المجتمع، ولم يقف الحديث فيها عند شئون الأسرة وحدها فالعنوان خاص وموضوع السورة عام. وقد رأينا كيف تناول القرآن الكريم مواقف المنافقين، وكيف كشفها وحذر منها... وقبل أن تنتهى السورة عاد إلى القوم لينكل بهم ويحذر منهم فى شأن مهم! المؤمن الحق يوقر كلام ربه، ويوفر له جوا من الاحترام والمهابة، ويقاطع المجالس التى تنال منه وتتجرأ عليه.. ويعالن أصحابها بالهجران والرفض... ولكن أصحاب القلوب الفارغة من اليقين لا يبالون بالجلوس حيث يهان الوحى وتلمز أحكامه! وفى هؤلاء نزل قوله تعالى " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا.. ". مهما كان جانب العدو عزيزا فلا تتزلف إليه، ولا تهادنه على حساب