إن العلاقة بين حبيين أصبحت ميثاقا معقودا! فكيف بالعلاقة بين العبد وسيده والمرء وخالقه القائم على كل نفس بما كسبت؟. إن إعظام أمر الله من دلائل الإيمان، وذاك كله من وراء تسمية السورة بسورة العقود... وقد أخذ الله الميثاق على الأمة الإسلامية أن تؤمن به وحده، وتعمل له وحده، وأن تدعو إلى دينه، وأن تكون نموذجا تؤخذ منه الأسوة الحسنة، ويتعلم الناس منه خير الدنيا والآخرة..!! وليس المسلمون فى ذلك بدعا، فقد أخذ الله المواثيق على من قبلهم أن يلتزموا هداه ويحيوا كما أمر..! قال تعالى: " ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل". ولم يوف بنو إسرائيل بهذا الموثق بل نقضوه وتوارثوا نقضه فلعنهم الله وجعل قلوبهم قاسية!! والقلب القاسى أبعد شىء عن الله!! وقد رأيت فى تجاربى أن الفرق بين تدين الشكل وتدين الموضوع هو قسوة القلب أو رقته.! بعض الناس فى طباعهم جلافة وقساوة لا تخفيها صور العبادات التى يستسهلون أداءها. ارتكب أحدهم خطأ معى، ثم عرف الحق فكره الاعتذار وتمنى لو لم يعرف هذا الحق!! هذه طباع بعض الخوارج قد يكرهون أهل الإيمان، ويتساهلون مع أهل الكفر!!. وما تقول فى امرئ يرى أن صلاح الدين والدنيا لا يتم إلا بقتل على بن أبى طالب فيقتله مستبيحا دمه ومتقربا إلى الله به..! لقد فهمت لماذا ادعى واصل بن عطاء الشرك هو ومن معه عندما قابلوا ثلة من الخوارج فسألوهم عن دينهم!! لو عرفوا: من هم لقتلوهم!! قالوا: نحن مشركون مستجيرون! حتى يعاملوا بمقتضى الآية الكريمة " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه.. ". إن قسوة القلب لعنة من الله نستعيذ به منها سبحانه... واليهود من


الصفحة التالية
Icon