أقسي الناس قلوبا، وسيرتهم مع شتى الأمم دليل على ما طبعوا عليه من جلافة وتحجز! ونحن نحذر من خلائقهم، وننبه المسلمين إلى وخامة التشبه بهم.. إن تدينهم لا خير فيه " ولا تزال تطلع على خائنة منهم" ص _٠٧٤
والغريب أن الله يختم هذه النصيحة بقوله " فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين". وكما أخذ الله الميثاق على اليهود أخذه على النصارى، وإن كان التعبير الوارد فى ذلك يدفع إلى التأمل لأنه يشير إلى بعد الشقة. بين نصارى العصور الآخرة، وبين عيسى والحواريين أصحاب الدين الحق. لذلك قال: " ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون". وتاريخ المسيحية شاهد صدق على هذا الشقاق الدامى بين شتى الكنائس. ولن تنسى أوربا الحروب الدينية الكثيرة التى ملأت ساحاتها بالدماء! وقد وضعت هذه الحروب أوزارها، إلا أن الكراهية ناشبة فى أعماق الصدور يخفيها انشغال الكل بالعلمانية التى أقصت الدين وسيطرت على الدولة. ونرى أن هذه الهدنة عارضة، وأن الخصام عائد إلى الظهور حتما لأن أسبابه قائمة،. وهو ما تؤكده الآية. والواقع أنه لا سلام إلا فى الإسلام، ولن تطهر الأيدى من الدماء إلا إذا عمرت الأفئدة بالاعتقاد الحق فى الإله الواحد! وهذا معنى قوله تعالى موقظا القوم إلى ما يجب عليهم "... قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ". إذا فرق الأمم الباطل فلن يجمعها إلا الحق!! ص _٠٧٥


الصفحة التالية
Icon