عمدا، وحلت مكانه عقوبات بالسجن مددا مختلفة مما جعل جرائم السرقة لا حصر لها. وعد ذلك عدالة أرقى من عدالة السماء. وكذلك وقع التغيير فى جرائم شتى وانتهى الأمر إلى إلغاء الحدود كلها..!! ص _٠٧٩
وقد تفرست فى أحوال المجتمعات، وعواقب هذا التفريط فوجدت الخسائر المادية والمعنوية كثيرة، اختل الأمن وضاعت أموال وأعراض، وحلت بالأمم كوارث شتى. ففهمت معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لحد يقام فى الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا ثلاثين صباحا ". وما روى عنه " أقيموا حدود الله فى القريب والبعيد، ولا تأخذكم فى الله لومة لائم "!! وكان المسلمون فى تاريخهم الطويل يقيمون الحدود ويصونون الدماء والأموال والأعراض. ولم يتركوا الأحكام السماوية إلا عندما أغار عليهم التتار. واستبدلوا بالأحكام السماوية تعاليم من وضع طواغيتهم فى كتاب اسمه " الباسق ".. وتكررت هذه المحنة عندما أغار الأوربيون على العالم الإسلامى، وأحلوا القوانين الوضعية محل الشرائع الدينية فشاع فى أرجاء الدنيا فساد عريض. والأوربيون فى قوانينهم أباحوا الزنا مادام بالتراضى الحر! وأباحت أرقى دولهم اللواط!! وأهالوا التراب على شرائع الحدود والقصاص فلا يتحدث عنها أحد إلا جريئا يتعرض للملام والمؤاخذة.. والأوربيون فى هذا المضمار يقلدون آباءهم الأولين، وإن كان فجورهم تجاوز الحدود، وقد حدث عندما هاجر الرسول إلى المدينة أن قدم إليه اليهود زانيين للنظر فى أمرهما. فسألهم الرسول عن الحكم فى كتابهم قالوا الجلد وتسويد الوجوه!! فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: بل الحكم عندكم الرجم حتى الموت!! فكابروا حتى جئ بالتوراة، واستخرج الحكم منها وهو الرجم الذى أرادوا إلغاءه، وقد نزل فى هذا قول الله تعالى: " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك