ويقولون عن جبريل روح القدس: إنه إله.. ثم يقولون: إن الكل إله واحد. " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ". والنزاع المرير الذى يسود العالم الآن هو بين الإسلام الذى يصف الله بالوحدانية المطلقة، ويعد ماعداه فى الأرض والسموات ملكا له، خاضعا لعز جلاله ومجده!! الملائكة والأنبياء والبشر كلهم يجثون خاضعين للواحد القاهر... وبين مسيحية استحدثها الغلاة، وعبدوا فيها ثلاثة، وزعموا بعدئذ أن الثلاثة واحد!! من أجل ذلك يتجه الخطاب الإلهى لمحمد " قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل". ويظهر أن هذا النزاع سوف يبقى حتى قبيل الساعة، إذ ينزل الله عبده عيسى ليحسمه بإعلانه عبوديته لله، ومقاتلته من جعلوه لله ندا!! والفكر النصرانى منقسم على نفسه انقساما واسعا، وقد عرف العالم الحروب الدينية من خلال هذا الانقسام. وهى حروب ظلت عدة قرون سفكت فيها الدماء بغزارة، ولم ينج الناس من غوائلها إلا بعد تجريد الكنيسة من سلطان الدولة. ومع ذلك فقد اصطلحت المذاهب المعزولة وتجمعت فى هذا العصر كى تكيد الإسلام!! فاليهود يقتلون عرب فلسطين، والهنادك والبوذيون يقتلون المسلمين فى جنوب آسيا. والاستعماريون الجدد يقاتلون سائر المسلمين أو يشنون عليهم غزوات ثقافية واقتصادية! ونحن نتدبر بعمق هذه الآية الكريمة :" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ". إن التاريخ يروى لنا ما حدث فى عصر البعثة، كان مشركو مكة ويهود المدينة أشد الناس بأسا فى