عداوة الإسلام على حين كان المسلمون يؤملون الخير فى نصارى الحبشة والروم! وقد صرحوا بأن هزيمة الفرس للروم مؤقتة! وأن إخوانهم أهل الكتاب سوف يكسبون المعركة التى خسروها، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله! ص _٠٨٨
ثم إنه جاءت وفود مسيحية إلى مكة والمدينة واستمعت إلى الرسول يتلو كتابه فأعلنت إيمانها وقالت: " إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين" ! والواقع أن الإسلام- بعد انكسار السلطة الرومانية- ورث آسيا الصغرى كلها وشمال أفريقية كله، فأضحت شعوب هذه المناطق مسلمة تدفع عن الإسلام وتعلى رايته. وتركت مسيحيتها الأولى راضية مقتنعة!! والآية التى ذكرناها تتحدث عن قوم أعلنوا إيمانهم وقالوا: " وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق "! لكن الذى حدث قديما عرض له ما وقفه! ومنذ ألف عام وحروب صليبية طاحنة تشن على المسلمين، وتنتقص أرضهم، وتهز كيانهم هزا..! وما يمكن أن يكون هؤلاء أقرب الناس إلى الذين آمنوا، إن الآيات تصف مشاهد مضت، فهل يجوز أن تتغير المشاهد؟. ربما ولاتزال جماهير فى أوربا وأمريكا تبحث عن الحق، وترتاب فيما ورثت وما يصدها عن الدخول فى الإسلام إلا الحال الزرية التى عليها المسلمون. فالمسلمون بلا شك صورة سيئة منفرة عن دينهم..! وبعد هذا الاستعراض للعلاقة بين الإسلام وأهل الكتاب وردت آيات فى بناء الجماعة الإسلامية تنهى مثلا عن المادية والرهبانية " لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا " وكأنها تريد تجنيب المسلمين ما وقع للماضين. ثم جاءت آيات حاسمة فى تحريم الخمور والأوربيون والأمريكيون يضعونها على كل مائدة، فهى كالماء أو بديل له!! كما وردت تشريعات فى حماية المشاعر المقدسة، ورفض الجدل الدينى واللغط الذى يدور بين المتدينين.. وضرورة التمسك بالكتاب والسنة فإن بعض الناس "وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا


الصفحة التالية
Icon