ولا يهتدون"؟ والسورة تسمى سورة العقود كما ذكرنا من قبل فلا غرابة إذا تضمنت أنواعا من الإلزام.. على أنها ختمت بأمرين: أولهما عودة إلى مخاطبة النصارى فى أن يخلصوا إيمانهم، وينقوا التوحيد المحض من الأوهام التى لبسوها به. ص _٠٨٩
وتضمن الخطاب مساءلة لعيسى ابن مريم " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله"؟ وطبيعى أن يبرأ عيسى من صنيع قومه من بعده "ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم " والحق أنه لا إله إلا الله، وأن ماعداه عبد له ولكن الكنائس المختلفة تمارى فى ذلك مراء شديد، بل هى تنتهز فرصة ضعف المسلمين لتمحو الحق المبين! أما الأمر الذى ختمت به السورة فهو تذكير القارئين بكل ما حوت من عقود وعهود، هل حفظوها ووفوا بها وقاموا عليها؟... ليست بين بشر ما وبين الله علاقة خاصة، وسيجىء يوم يحشر الناس فيه إلى حساب دقيق. ويقال: " هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم" هل لأحد مع الله ملك؟ كلا " لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير" هذه سورة المائدة، أو سورة العقود، وهى من أواخر ما نزل من القرآن الكريم... متصلا بالتشريع... ص _٠٩١


الصفحة التالية
Icon