سورة الأنعام سورة الأنعام هى السورة المكية الأولى فى السبع الطوال التى بدأ بها المصحف الشريف. والقرآن النازل كان يخاطب أول ما يخاطب الوثنيين الغافلين عن الله الجاحدين لوحدانيته. وهم قوم كانوا يتعصبون لأصنامهم ويجمدون علي مواريثهم ويقاومون بعنف كل صيحة للتحرر العقلى. بيد أن القرآن الكريم اعتمد على إطالة الإقناع ومضاعفة الأدلة والحديث عن الله سبحانه حديثا يكشف عن عظمته، وينبه إلى آياته فى الأنفس والآفاق، ويستثير ما يكمن فى النفوس من خشية وإنابة، أى يستثير بقايا الفطرة التى غطت عليها ظلمات الجاهلية. وتمتاز سورة الأنعام بخاصتين شاعتا فيها هما كثرة التقريرات والتلقينات لاستنقاذ العقل العربى مما تردى فيه. والتقرير إرسال حكم واضح محدد فى شأن من شئون الألوهية. ونلحظ ذلك عند أول آية تقرؤها " الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور.... ". فالله خالق العالم ومضىء شموسه وأقماره. ومع عظمة ما صنع وانفراده به فإن بعض الجهلة يسوى به من لا يحسن صنع شئ!! كيف تتم هذه التسوية؟. وعلى أية حال فالناس على ظهر الأرض لهم آجال محدودة ينتهى كل فرد إليها ثم يعود كل امرئ إلى بارئه. وللإنسانية جمعاء أجل تنتهى إليه هو الساعة الكبرى.. ثم يحكم عالم السر والعلن بين عباده على الطريقة التى عاشوا بها فى الدنيا. وتقرير الحمد لله فى الأولى والآخرة يتبعه تقرير آخر "وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ". ص _٠٩٢


الصفحة التالية
Icon