شرورهم حتى أخذهم بغتة " فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ". ص _٠٩٤
وفى استقرائى لأحوال الأمة الإسلامية على امتداد تاريخها وجدت هذه السنة الإلهية تتكرر، وأن ما هُدد به المشركون ظهر فى الأبناء المنحرفين. " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون * وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل * لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون " !! إن الحليم قد تطول أناته، ولكنه عندما يضرب يوجع " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد". * * * * عندما تنصح إنسانا فتقول له: احترام عقلك، واستند إليه فى أحكامك! فيقول لك: هات معجزة تؤيد هذه النصيحة! ماذا تصنع له؟. إنك تلفته إلى خطأ فيه فيلفتك إلى قصور عندك!! إن المعجزات لا تجدى مع عقل بليد وفكر غبى، وآفة المشركين القدامى والجدد أنهم محبوسون وراء قصورهم العقلى. ولذلك يقول الله سبحانه كاشفا عن عدم جدوى المعجزات مع هؤلاء: " ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين" إنهم صرعى فكرة واحدة استبدت بهم فلا يقبلون غيرها. وقد زعموا أن الرسول لو صحبه ملك يؤيده فهم مؤمنون به!! " وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ". والمعنى أنهم- بعد نزول الملك- سوف يبقون على كفرهم، وعندئذ يحل بهم عذاب الاستئصال. فإن غيرهم طلب المعجزات ثم كفر بعد ما جاءته قالوا " فليأتنا بآية كما أرسل الأولون * ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون"؟. ص _٠٩٥