الذى كان من الممكن أن تعقل فيه قال القدر كلمته!! ص _٠٩٦
وقد أفهم الله نبيه أن آفة هؤلاء من عقولهم التى جعلتهم ينادون من مكان بعيد، إنهم صخم عن سماع الحق " إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون " ويعود القوم إلى طلبهم الأول " وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون ". وأنا أعجب: إذا كان النظام الكونى لايدل على الله فهل خرق هذا النظام أحيانا هو الذى يدذ على الله؟. إن القمر يدور حول الأرض من دهور خلت، لايتباطأ ولا يغؤفي. فهل هذا الاطراد لايشهد للخالق القدير، ويشهد له انشقاق القمر بضع دقائق؟. هل السراج الوهاج الذى لايخبو ؤقحه على اختلاف الليل والنهار لايدل على الله العظيم؟ ويدل عليه تأخر الغروب بضع دقائق ليوشع غلا! موسى؟. إننى أشهد عالم الحيوان والإنسان والحشراث الزاحفة والطائرة فأدهش ل! تن الله في حياتها وبقائها وضمان الرزق لما دق وجل منها. ولعل مانذكر هو السر في سوق هذه الاية لمن يطلبون خوارق العادات من صاحب الرسالة العظمى، أعنى قوله تعالى: "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم، مافرطنا في الكتاب من شىء ثم إلى ربهم يحشرون ". ولقد استوقفنى منظر العصفورة الأم. وهى تطوف بين الحقول ثم ترجع بالغذاء في جوفها، ثم تفتح منقار وليدها في الدشر لتطعمه وتسقيه!! صنع الله الذى أتقن كل شىء ومع ذلك يجهل المشركون الله الواحد، ويعكفون على حجر أصم، ويقولون لمحمد: هات لنا خارقا من خوارق العادات حتى نؤمن بك " والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم " والغريب أنهم يحلفون أنهم سوف يؤمنون عندما يجىء هذا الخارق المطلوب "وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون * ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم