يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون". هيهات! إن الأعمى لا يبصر مادام مصمما على إغلاق أجفانه.. ص _٠٩٧
ويذهب الخلل بالنفس الوثنية بعيدا عندما تطلب من النبى أن يطرد من حوله الضعفاء الذين آمنوا به حتى يخلو المجلس لهم وحدهم!. ولكن الله يقول لنبيه: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه.. " بل يأمره أن يسوق البشرى إلى هؤلاء المؤمنين بأن الله معهم بمغفرته ورضاه. " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ". ويمضى الرسول الكريم على خطه القويم يدعو إلى الله على بصيرة ويشرح المقررات العلمية التى أوحيت إليه. ويرد ـ بالإرشاد الإلهى ـ الشبهات التى قد تثار حوله، وإن المرء ليشعر بالرقة والأسى، لهذا النبى الصبور الجلد وهو يواجه المشركين المتعنتين بهذا الخطاب. "قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين * قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين..". تدبر هذه المناشدة الجليلة، إنه يريد من وضوح الإيمان فى نفسه أن يسكب فى قلوبهم إيمانا يهديهم إلى الصراط المستقيم بيد أن القوم يتعجلون العقاب. "قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين". وهكذا بالتلقين الهادى والتعليم المستمر يؤدى صاحب الرسالة رسالته! ****** بعد تلاوة متأنية لسورة الأنعام، ومتابعة آيات التقرير والتلقين وهى تعرض أمجاد الألوهية وتقمع الشبهات البشرية تساءلت: ماذا تفعل الخوارق فى الدلالة على الله أكثر من ذلك؟. بل قلت: إن الخوارق الواقعة والمقترحة لو وضعت فى كفة، ووضعت هذه السورة فى الكفة الأخرى، لكانت فى الدلالة على الله أرجح، وفى بيانها عن عظمة الله أفصح. ص _٠٩٨