وتوكيدا لأن الإسلام امتداد للماضى وترديد لأصوات النبوات الأولى يقول الله لنبيه: " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين " إن أتباع محمد هم الورثة الحقيقيون لنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وهم حملة الوحى الصحيح، وهم الذين يخاصمون الشرك والعصيان، ويقومون، ويقيمون الناس معهم على التوحيد والتسليم لرب العالمين. الكفر قديما وحديثا هو الجهل بالله وعصيان أمره. والدين قديما وحديثا هو حسن معرفة الله وإخلاص الطاعة له وذلك ما انفردنا نحن المسلمين الآن به!! وفى الدنيا من ينكر أن لله وحيا، وليس ذاك بمستغرب على من ينكر أن لله وجودا..!! فعل ذلك الوثنيون قديما ويفعله الآن العلمانيون والماديون من مختلف النحل.. ورب العالمين أكرم بعباده من أن يدعهم حيارى لا ينزل عليهم هدى ينير لهم الطريق، أو يرسل إليهم من يأخذ بنواصيهم إلى الخير.. " وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء... " والجميل فى رد القرآن على هؤلاء أن يتساءل " قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس " ؟ إن صاحب القرآن لا يذكر نفسه هنا، وإنما يذكر كتاب موسى وما أودع فيه من نور وهدى!! وأى عجب فى هذا؟ إن الإسلام كما أوضحنا إيمان بجميع الرسل وجميع الكتب. إنه يمثل الحقيقة من أزل الدنيا إلى أبدها، وعيب أهل الكتاب أنهم ما أنصفوا الوحى النازل عليهم. لقد أضاعوا بعضا وأخفوا بعضا وعصوا بعضا وعاشوا بعد ذلك يصدون عن سبيل الله ويحاربون النبى الخاتم بحقد وضراوة!! لقد جعلوا التوراة قراطيس يبدو منها القليل ويخفى الكثير.. وفى القراءة الشائعة بيننا يقول الله لليهود " قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا" وفى قراءات أخرى تحدث عنهم بضمير الغيبة " يبدونها ويخفون كثيرا " وأيا ما كان الأمر فاليهود المعنيون. ص _١٠٣