ونسبه السيوطي للفخر الرازي (١) وهي نسبة غير محررة فقد ذكر الفخر الرازي في تفسيره هذا القول وجعله محتملاً، وتوقف في الترجيح بينه وبين القول بنزوله جملة واحدة من اللوح المحفوظ ثم نزوله منجماً بعد ذلك. لكنه في موضع آخر وبعد صفحة واحدة رجح القول الثاني. فقال: ".. التنزيل مختص بالنزول على سبيل التدريج والإنزال مختص بما يكون النزول فيه دفعة واحدة، ولهذا قال الله تعالى: ﴿ نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل ﴾ إذا ثبت هذا فنقول: لما كان المراد ههنا من قوله تعالى: ﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ﴾. نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا. لا جرم ذكره بلفظ الإنزال دون التنزيل وهذا يدل على أن هذا القول راجح على سائر الأقوال". (٢)
كما ينسب هذا القول في كثير من كتب علوم القرآن للماوردي (٣) وهي نسبة غير محررة من حيث تحديد القول، وتعيين القائل. (٤)
وهذا القول ضعيف قال عنه ابن حجر: "وهذا أورده ابن الأنباري من طريق ضعيفة ومنقطعة أيضاً" (٥) وقال عنه القرطبي: "قلت: وقول مقاتل هذا خلاف ما نقل من الإجماع "أن القرآن أنزل جملة واحدة" (٦) وحكاية القرطبي للإجماع هنا غير مسلمة لما علمته من الأقوال في ذلك.
القول الرابع:
أن القرآن نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ وأن الحفظة نجمته على جبريل في عشرين ليلة. وأن جبريل نجمه على النبي ﷺ في عشرين سنة.
(٢) تفسير الفخر الرازي (٥/٨٥).
(٣) انظر: المرشد الوجيز لأبي شامة (١٨، ١٩)، والبرهان (١/٢٢٩)، والإتقان (١/١٤٨)، والزيادة والإحسان لابن عقيلة (١/٢١٥).
(٤) انظر الكلام على القول الرابع لاحقاً. ص(٢٥).
(٥) فتح الباري (٩/٤)، ونقله القسطلاني في لطائف الإشارات (١/٢٢).
(٦) تفسير القرطبي (٢/٢٩٨)، وانظر الإتقان (١/١٤٨).