يقول السخاوي: "وفيه أيضاً التسوية بينه وبين موسى عليه السلام في إنزال كتابه جملة، والتفضيل لمحمد ﷺ في إنزاله عليه منجماً ليحفظه. قال الله عز وجل: ﴿ كذلك لنثبت به فؤادك ﴾ (الفرقان: ٣٢)؟وقال عز وجل: ﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾ (الأعلى: ٦)" (١)
وقت نزول القرآن الكريم:
أكثر نزول القرآن الكريم نهاراً حضراً، وقد نزل يسير منه في السفر وقليل منه في الليل، وقد تتبع العلماء ذلك فذكروا ما وقفوا عليه منه، فمن ذلك:
ما نزل في الثلاثة الذين خلفوا في قوله تعالى: ﴿ لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار.. ؟ ﴾ (التوبة: ١١٨) ففي الصحيح من حديث كعب: فأنزل الله توبتنا حين بقي الثلث الأخير من الليل. (٢)
ومنه سورة "المنافقون" فقد أخرج الترمذي عن زيد بن أرقم أنها نزلت ليلاً في غزوة تبوك. (٣) وذكر ابن إسحاق أنها نزلت في غزوة بني المصطلق. (٤)
ومنه سورتا المعوذتين فعن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزلت الليلة آيات لم يرَ مثلهن: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس". (٥)
(٢) من حديث طويل أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب قوله تعالى لقد تاب الله على النبي.. ٦/٢٠٩، وفي المغازي باب حديث كعب بن مالك، ٥/١٣٠ وأخرجه مسلم، كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب، ٤/٢١٢٠ رقم ٢٧٦٩.
(٣) أخرجه الترمذي: كتاب التفسير، باب سورة المنافقين، (٥/٨٩) رقم ٣٣٦٩ وقال حديث حسن صحيح.
(٤) انظر السيرة النبوية لابن كثير (٣/٣٠٠).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه (١/٥٥٨) حديث رقم ٨١٤.