١ - أنها ثماني عشرة سنة. روي هذا القول غير المشتهر عن الحسن. وأنه كان يقول ذكر لنا أنه كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنة. وأنه أنزل على الرسول ﷺ ثماني سنين في مكة قبل الهجرة وعشر سنين بعدها. (١)
وهو قول ضعيف ينتج عنه أن الرسول ﷺ توفي عن ثمان وخمسين سنة وهو ما لم يقل به أحد. ولذا قال ابن عطية عن هذا القول: "وهذا قول مختل لا يصح عن الحسن والله أعلم". (٢)
٢ - أنها عشرون سنة: روي عن ابن عباس، وعكرمة، والشعبي وقتادة، واختاره ابن جزي الكلبي. (٣)
٣ - أنها ثلاث وعشرون سنة. وهو قول الجمهور. (٤)
٤ - أنها خمس وعشرون سنة. وهو قول من يذهب إلى أن الرسول ﷺ عاش خمساً وستين سنة خلافاً للمشهور. (٥)
ومنشأ هذا الاختلاف هو الخلاف في مدة إقامته - سبحانه وتعالى - بمكة بعد البعثة فقيل: ثمان، وقيل عشر، وقيل ثلاث عشرة، وقيل خمس عشرة سنة. بناء على اختلاف الروايات في ذلك. فإذا أضيف إليها عشر سنين وهي مدة إقامته - سبحانه وتعالى - بالمدينة بعد الهجرة المتفق عليها كما نص على ذلك ابن كثير حيث قال: "أما إقامته بالمدينة عشراً فهذا مما لا خلاف فيه.." (٦) فينتج عن ذلك الأقوال السابقة.
(٢) تفسير ابن عطية (١٠/٣٥٧).
(٣) تفسير ابن جزي الكلبي (١/٦، ٤/٢١٠) وانظر المصادر السابقة.
(٤) انظر البرهان (١/٢٢٨)، والإتقان ١/١٤٦ وانظر علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير، رسالة دكتوراه، د. محمد صفاء حقي، ٢/٤١٢.
(٥) المرجع السابق.
(٦) فضائل القرآن لابن كثير. بتحقيق: ابن إسحاق الحويني الأثري (٣٦).