وقد روى من غير وجه عن ابن عباس كما قال إسرائيل عن السدي عن محمد بن أبي المجالد عن مقسم عن ابن عباس أنه سأله عطية بن الأسود فقال وقع في قلبي الشك من قول الله تعالى ﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ﴾ وقد أنزل في شوال وذي القعدة وفي ذي الحجة ومحرم، وصفر وشهر ربيع فقال ابن عباس وجمهور العلماء: إن المراد بنزول القرآن في تلك الآيات الثلاث، نزوله جملة واحدة إلى بيت العزة من السماء الدنيا تعظيما لشأنه عند الملائكة، ثم أنزل بعد ذلك منحما على مواقع النجوم ترتيلاً في الشهور والأيام في ثلاث وعشرين سنة، حسب الوقائع والأحداث منذ بعثه - ﷺ - إلى أن توفى حيث أقام بمكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة بعد الهجرة عشر سنين وهذا المذهب هو الذي جاءت به الأخبار الصحيحة عن ابن عباس في عدة روايات منها: عن ابن عباس قال أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا (١) ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة ثم قرأ ﴿ ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ﴾ (الفرقان : ٣٣). وقوله ﴿ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ﴾ (الإسراء : ١٠٦).
٢- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل به على النبي - ﷺ -.
٣- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل الله القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا وكان بمواقع النجوم وكان الله ينزله على رسوله - ﷺ - بعضه إثر بعض. رواه الحاكم والبيهقي (٢).
(٢) رواه الحاكم في المستدرك ٢/٢٤١ وصححه ووافقه الذهبي وابن الملقن وصححه أيضاً الحافظ ابن حجر في الفتح ٨/٦٢٠ وروراه البيهقي في دلائل النبوة ٣/١٣١.