٤- وعنه - رضي الله عنه - قال أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل نجوماً "رواه الطبراني".
٢- المذهب الثاني هو المروي عن الشعبي أن المراد بنزول القرآن في الآيات الثلاث ابتداء نزوله على رسول الله - ﷺ -، فقد ابتدأ نزوله في ليلة القدر من شهر رمضان وهي الليلة المباركة، ثم تتابع نزوله بعد ذلك مندرجاً مع الوقائع والأحداث في قرابة ثلاث وعشرين سنة.
قال: فليس للقرآن إلا نزول واحد هو نزوله منجما على رسول الله - ﷺ - لأن هذا هو الذي جاء به القرآن قال تعالى ﴿ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ﴾ (الاسراء: ١٠٦)، ولهذا جادل فيه المشركون لكون الكتب السماوية نقل إليهم نزولها جملة واحدة قال تعالى ﴿ وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا. ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ﴾ (الفرقان: ٣٢-٣٣).
قال: ولايظهر للبشرية مزية لشهر رمضان وليلة القدر التي هي الليلة المباركة إلا إذا كان المراد بالآيات الثلاث نزول القرآن على رسول الله - ﷺ - وهذا يوافق ما جاء في قوله تعالى في غزوة بدر ﴿ وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير ﴾ (الأنفال: ٤١). وقد كانت غزوة بدر في رمضان، ويؤيد هذا ما عليه المحققون في حديث بدء الوحي.
عن عائشة قالت "أول ما بدئ به رسول الله - ﷺ - من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لايرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح" (١) فالمحققون على أن رسول الله - ﷺ - نبئ أولاً بالرؤيا في الشهر الذي ولد فيه وهو شهر ربيع الأول، وكانت المدة بين الرؤيا والوحي إليه يقظة ستة أشهر ثم أوحي إليه يقظة بـ ﴿ اقرأ ﴾.

(١) رواه البخاري رقم ٢ كتاب بدء الوحي ومسلم كتاب الإيمان ١٦٠.


الصفحة التالية
Icon