قال الشيخ مناع القطان رحمه الله (١) "وبهذا تتآزر النصوص على معنى واحدٍ".
٣- المذهب الثالث يرى أن القرآن أنزل إلى السماء الدنيا في ثلاث وعشرين ليلة قدر في كل ليلة منها ما يقدر الله إنزاله في كل السنة، وهذا القدر الذي ينزل في ليلة القدر إلى السماء الدنيا لسنة كاملة ينزل بعد ذلك منجماً على رسول - ﷺ - في جميع السنة.
ولاشك أن هذا المذهب اجتهاد من بعض المفسرين فليس هناك مايدل عليه، أما المذهب الثاني فإنه لاتعارض بينه وبين المذهب الأول الذي هو مذهب ابن عباس والجمهور.
فالراجح أن القرآن الكريم له تنزّلان، كما علمت:
الأول:- نزوله إلى بيت العزة من سماء الدنيا جملة.
وقد نقل القرطبي (٢) الإجماع على هذا النزول عن مقاتل بن حيان وممن قال بقوله الخليمي والماوردي (٣). الثاني نزوله من السماء الدنيا مفرقا على مدى ثلاث وعشرين سنة.
الحكمة في إنزال القرآن جملة إلى السماء
١- تفخيم أمره وأمر مَن نزل عليه، وذلك بإعلام سكان السموات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم. قال السيوطي: نقلاً عن أبي شامة في المرشد الوجيز " لولا أن الحكمة الألهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله باين بينه وبينها فجعل له الأمرين: إنزاله جملة ثم إنزاله مفرّقاً تشريفاً للمنزل عليه" (٤).
٢ - وقال السخاوي في جمال القراء:" نزوله إلى السماء الدنيا جملة تكريم لبني آدم وتعظيم لشأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله بهم ورحمته لهم ".

(١) مباحث في علوم القرآن ص١٠٠ في بعدها.
(٢) ٢/٢٩٧.
(٣) الاتقان في علوم القرآن تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ص١١٦.
(٤) الاتقان في علوم القرآن ١/١١٦ ومابعدها، مباحث في علوم القرآن، ص١٠٠ فما بعدها، المدخل في علوم القرآن ص٥٨، فما بعدها.


الصفحة التالية
Icon