قال: ولايلتفت إلى ما زعمه بعض من يهرف بما لايعرف، أو من يفتري ويختلق من أن جبريل أوحي إليه المعنى، وأنه عبّر بهذه الألفاظ الدالة على المعاني بلغة العرب، ثم نزل على النبي - ﷺ - كذلك أو أن جبريل أوحى إلى النبي - ﷺ - المعنى أن النبي - ﷺ - عبر عن هذه المعاني بلفظ من عنده فهذا القول زعم وَخَرْصٌ لم تقم عليه أثارة من علم.
وهو خلاف ما تواتر عليه القرآن والسنة، وانعقد عليه إجماع الأمة من أن القرآن لفظه ومعناه كلام الله ومن عند الله مِنهُ بدأ وإليه يعود.
إلى أن قال: وهذا الزعم لايقول به إلا جاهل استولى الجهل والغفلة عليه أو زنديق قد يدس في الدين والعلم ماليس منه.
ولايغتر بوجوده في بعض الكتب الإسلامية، فأغلب الظن أنه مَدْسوسٌ على الإسلام والمسلمين هذا وقد بلغ النبي - ﷺ - القرآن الكريم من غير تحريف ولاتبديل ولاتغيير لشيء منه ولا كتمان له، ولو كان كاتماً شيئاً [ حاشاه من ذلك ] لكتم تبليغ الآيات التي عوتب فيها ويكفي أن تقرأ قول الحق تبارك وتعالى ﴿ ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ﴾ (المائدة، : ٦٧.) وقوله ﴿ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لايرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل مايكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا مايوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ﴾ (يونس : ١٥.) وقوله ﴿ ولو تقول علينا بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من أحد عنه حاجزين ﴾ (الحاقة : ٤٤-٤٧)
كيف كان يتلقى النبي - ﷺ - الوحي من جبريل
١-أحيانا يأتي جبريل عليه السلام للنبي - ﷺ - في صفة رجل من البشر وكان كثيراً مايأتي في صورة دحية الكلبي.
٢-وأحياناً يأتي ولا يراه الحاضرون، وقد يسمعون له دوياً وصلصلة كصلصلة الجرس.


الصفحة التالية
Icon