وأحياناً تنزل الآيات بوعيد المكذبين للأنبياء كما قال تعالى ﴿ أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون* أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ﴾ (الأعراف : ٩٧-٩٨)
وآونة تنزل الآية بالبراهين والحجج الدامغة في الرد عليهم فيما يتمسكون به من شبه واهية، كالآيات الواردة في إثبات توحيده وصفاته، واستحقاقه للعبادة وإثبات البعث والحشر، وكان من ثمرة هذا التثبت أن أبدى النبي - ﷺ - غاية الثبات والشجاعة والوثوق بالله في أحرج المواقف وأشدها هولاً. انظر إلى قوله للصديق في الغار ﴿ لاتحزن إن الله معنا ﴾ (التوبة: ٤٠).
وهكذا كانت آيات القرآن تنزل على رسول الله - ﷺ - تباعاً تسلية له بعد تسلية، وعزاء حتى لايأخذ منه الحزن مَأخذه، ولايجد اليأس إلى نفسه سبيلا.
٢ – من الحكم البارزة تيسير حفظ القرآن الكريم وفهمه على النبي - ﷺ - فقد كان النبي - ﷺ - حريصاً على ذلك غاية الحرص، حتى إنه كان يعاجل جبريل ولاينتظره حتى يفرغ حتى أنزل الله ﴿ ولاتعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ﴾ (طه الآية ١١٤). وقال تعالى ﴿ لاتحرك به لسانك لتعجل به* إن علينا جمعه وقرآنه* فإذا قرأناه فاتبع قرآنه* ثم إن علينا بيانه ﴾ (القيامة : ١٦-١٩).
هذا وإن القرآن الكريم نزل على أمة أمية لاتعرف الكتابة ولا القراءة وكانت ذاكرتها وحفظها هما السجلُّ لها، لادراية لها بالكتابة حتى تكتب وتدون ثم تحفظ قال تعالى ﴿ هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ﴾ (الجمعة : ٢). وقال تعالى ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ﴾ (الأعراف : ١٥٧).