٥ - وروى أحمد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو أن رجلاً قرأ آية من القرآن فقال له عمرو: إنما هي كذا وكذا، فذكر ذلك للنبي - ﷺ - فقال: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم أصبتم فلا تحاروا فيه" إسناده حسن (١).
هذا: والأحاديث في إثبات نزول القرآن على سبعة أحرف كثيرة مستفيضة، ذكر معظمها ابن جرير الطبري في مقدمة تفسيره (٢).
المحور الثاني: مايستخلص من الروايات الأمور التالية:
١ - لو نزل القرآن على حرف واحد لشق ذلك على الأمة العربية فقد كانت متعددة اللغات واللهجات، وما يتسهل النطق به على البعض لايسهل على البعض الآخر، وكانت تغلب عليها الأمية فلا عجب أن حرص النبي - ﷺ - على الاستزادة من الحروف حيث بلغت سبعة أحرف.
فكان من رحمة الله بهذه الأمة أن أنزل القرآن على سبعة أحرف رفعاً للحرج، وتيسيراً لقراءته وحفظه.
٢ - إن هذه التوسعة إنما كانت في الألفاظ، ولم تكن في المعاني والأحكام وأنها كانت في المعنى الواحد يقرأ بألفاظ مختلفة بدليل أن النبي - ﷺ - أقر كلاً من المختلفين على قراءته.
٣ - إن هذه التوسعة والإباحة في القراءة بأي حرف من الحروف السبعة إنما كانت في حدود مانزل به جبريل وماسمعوه من النبي - ﷺ - وذلك بدليل أن كلاً من المختلفين كان يقول: أقرأنيها رسول الله - ﷺ - وأن النبي - ﷺ - كان يعقب على قراءة كل من المختلفين بقوله: هكذا أنزلت كما في حديث عمر وهشام.
(٢) ١/٢٢-٦٧.