٧ - حرص الصحابة رضوان الله عليهم البالغ على القرآن وغاية تحوطهم في المحافظة عليه، ونفي الريب والتغيير والتبديل عنه، ويدل على هذا ماكان من الفاروق عمر رضي الله عنه مع هشام بن حكيم حتى هم أن يأخذ بتلابيبه وهو في الصلاة (١).
المحور الثالث: المراد بمعنى الاحرف السبعة: اعلم أنه اختلف في ذلك اختلافاً كثيراً حتى أوصل السيوطي الأقوال في معناها إلى نحو أربعين قولاً (٢).
وأنا أذكر بعضها فقط، ملخصاً ذلك من كتب الفن:-
١ - القول الأول: ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد على معنى أنه حيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني يأتي القرآن منزلاً بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد، وحيث لايكون هناك اختلاف فإنه يأتي بلفظ واحد أو أكثر.
٢ - القول الثاني: أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب نزل عليها القرآن، على معنى أنه في جملته لايخرج في كلماته عن سبع لغات هي أفصح لغاتهم.
٣- القول الثالث: أن المراد بالأحرف السبعة أوجه سبعة من الأمر والنهي والوعد والوعيد، والجدل والقصص، والمثل، أو من الأمر والنهي والحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال عن ابن مسعود عن النبي - ﷺ - قال:"كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف، زجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال" (٣).
٤ - القول الرابع: أن المراد بالأحرف السبعة وجوه التغاير السبعة التي يقع فيها الاختلاف وهي:
(٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره ١/٤٤.
(٣) أخرجه الحاكم والبيهقي، وابن جرير ١/٦٩ بمعناه.