إن القرآن الكريم نزل لهداية البشر، وإرشادهم إلى الطريق المستقيم في العقائد والأحكام ومكارم الأخلاق، وأكثر القرآن نزل إلى هذه الأغراض النبيلة من غير سبب، وبعضه نزل مرتبطاً بأسباب خاصة.
فالصحابة رضي الله عنهم الذين عاشروا رسول الله - ﷺ - وعاشوا معه حياتهم قد تقع منهم حادثة تحتاج إلى بيان حكم الله فيها، وقد يسألون عن أشياء فينزل القرآن لذلك.
فسبب النزول هو مانزلت الآية أو الآيات أيام وقوعه متحدثة عنه مبينة حكمه والمعنى أن حادثة وقعت أو سؤالاً وجه إلى النبي - ﷺ - فنزل الوحي ببيان مايتصل بتلك الحادثة مثل حادثة خولة التي ظاهر منها زوجها فأنزل الله تعالى ﴿ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما ﴾ ( المجادلة: ١). واعلم أنه لاطريق لمعرفة سبب النزول إلا بالنقل الصحيح عن الصحابة رضي الله عنهم. قال الواحدي في أسباب النزول "لايحل القول في أسباب النزول إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب ".