أما صيغة سبب النزول فتارة تكون نصا في سبب النزول، وتارة تكون محتملة فتكون نصاً في سبب النزول فيما إذا قال الراوي سبب نزول هذه الآية كذا، أو إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول بعد ذكر الحادثة أو السؤال، كما إذا قال "حدث كذا" أو سئل رسول الله - ﷺ - عن كذا فنزلت الآية، فهاتان صيغتان صريحتان في السببية وتكون الصيغة محتملة للسببية ولما تضمنته الآية من الأحكام إذا قال الراوي نزلت هذه الآية في كذا، فذلك يراد به تارة سبب النزول ويراد به تارة أنه داخل في معنى الآية (١).
هذا: وقد يتعدد السبب والمنزل واحد، وذكر العلماء لذلك أربع حالات:-
١ - إما أن تكون إحدى الروايتين صحيحة والأخرى غير صحيحة فالمعول عليه ماصحت روايته.
٢ – أن تكون كلتا الروايتين صحيحة، ولأ حدهما مرجح.
٣ – وإما أن تكون كل منها صحيحة ولايمكن الترجيح، وقد يمكن نزول الآية عقبها.
٤ – وإما أن تكون كل منهما صحيحة ولايمكن الترجيح ولايمكن نزول الآية عقبها.

(١) أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية ١/٥٩-٦١.


الصفحة التالية
Icon