( ١ ) مثال الحالة الأولى: أن تكون إحدى الروايتين صحيحة والأخرى غير صحيحة فالمعتمد في السبب الصحيحة أنه - ﷺ - اشتكى فلم يقم ليلة أو ليلتين، فجاءت أمراة فقالت: ماأرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله ﴿ والضحى والليل إذا سجى ماودعك ربك وماقلى ﴾ (١) مع ماأخرجه الطبراني وابن أبي شيبة والواحدي وغيرهم بسند فيه من لايعرف عن حفص بن ميرة عن أمه عن أمها، وكانت خادم رسول الله - ﷺ - أن جروا دخل بيت النبي - ﷺ - فدخل تحت السرير ومات فمكث النبي - ﷺ - أربعة أيام لاينزل عليه الوحي، فقال: ياخولة ماحدث في بيت رسول الله - ﷺ - جبريل لايأتيني فقلت في نفسي لو هيأت البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي - ﷺ - ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله ﴿ والضحى ﴾ فالمعتمد الرواية الأولى لأنها صحيحة أما الثانية وإن كانت مشهورة لكنها غير صحيحة لوجود الجهالة في سندها.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٢) : قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة لكن كونها سبب نزول الآية غريب بل شاذ مردود وفي إسناده من لايعرف.
( ٢ ) مثال الحالة الثانية: التي هي أن تكون كلتا الروايتن صحيحة ولأحدهما مرجح ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود قال: كنت أمشي مع النبي - ﷺ - بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لو سألتموه فقالوا حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه ثم قال ﴿ قل الروح من أمر ربي وماأوتيتم من العلم إلا قليلا ﴾ (٣).
(٢) البخاري رقم ٤٩٥٠، مسلم برقم ١٧٩٧ الجهاد.
(٣) البخاري برقم ١٢٥ في كتاب العلم، ومسلم برقم ٢٧٩٤ في صفة القيام.