مع ماأخرجه الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: قالت قريش لليهود أعطونا شيئاً نسأل هذا الرجل يريدون النبي - ﷺ - (١).
فالأولى تدل على أن السائل اليهود، وأن نزولها بالمدينة والثانية تدل على أن السائل الكفار وأنها نزلت بمكة، والرواية الأولى أرجح لأمرين:
أ - أنها من رواية البخاري.
ب - أن الراوي في الأولى وهو ابن مسعود حاضر للقصة ومشاهد لها بينما ابن عباس الذي هو الراوي في الثانية لم يثبت أنه كان مشاهدا لها (٢).
مثال الحالة الثالثة: التي هي أن تكون كل من الروايتين صحيحة، ولايمكن الترجيح لكي يمكن نزول الآيتين عقب السببين لعدم العلم بالتباعد مثاله: ماأخرجه البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي - ﷺ - بشريك بن سحماء فقال النبي - ﷺ - البينة أو حد في ظهرك فقال يارسول الله إذا وجد أحدنا مع أمرأته رجلاً ينطلق يلتمس البينة فجعل النبي - ﷺ - يقول البينة أو حدّ في ظهرك فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، ولينزلن الله مايبرئ ظهري فأنزل الله ﴿ والذين يرمون أزواجهم.... ﴾ الآية وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد قال: جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال: اسأل رسول الله - ﷺ - أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع به؟ فسأل عاصم رسول الله فكره رسول الله - ﷺ - فأخبر عاصم عويمرا فقال: والله لآتين رسول الله - ﷺ - ولأسألنه فقال: إنه قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك القرآن... الحديث.
فهاتان الروايتان صحيحتان: ويمكن الجمع بينهما بأن أول من سأل هلال ثم سأل عويمر قبل الإجابة ثم نزلت الآيات (٣).
(٢) مسلم بشرح النووي ١٠/٢١٢٠.
(٣) الترمذي برقم ٣١٤٠ كتاب تفسير القرآن وأحمد رقم ٢٣٠٩.