اعلم أيها القارئ الكريم أنه ليس في هذا الموضوع أحاديث مرفوعة إلى النبي - ﷺ - يمكن التحاكم إليها وكل مافيه آثار مروية عن بعض الصحابة والتابعين استنتجوها من مشاهداتهم للنزول، وملابسات الأحوال فقد يسمع أحدهم مالايسمع الآخر، ويرى مالايراه غيره، ومن هنا كثر الاختلاف في هذا الموضوع ولنكتفِ بالبعض فقط على النحو التالي:
( ١ ) القول الأول أن آخر مانزل قوله تعالى في آخر سورة البقرة ﴿ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون ﴾ (البقرة : ٢٨١)..
من الأدلة على هذا القول:
أ – مارواه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: آخر مانزل من القرآن ﴿ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ﴾ الآية وروى ابن مردويه بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال آخر آية نزلت من القرآن ﴿ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ﴾ الآية وعاش النبي - ﷺ - بعد نزولها تسع ليال، ثم مات ليلة الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول.
وذكر البغوي في تفسيره (١) عند هذه الآية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: هذه آخر آية نزلت على رسول الله - ﷺ - فقال جبريل ضعها على رأس مائتين وثمانين آية من سورة البقرة، وعاش بعدها رسول الله - ﷺ - أحداً وعشرين يوما.
وروى الألوسي في تفسيره (٢) عند هذه الآية روى أنه قال يعني رسول الله - ﷺ - اجعلوها بين آية الربا وآية الدين.
وفي رواية أخرى أنه - ﷺ - قال جاءني جبريل فقال اجعلوها على رأس مائتين وثمانين آية من سورة البقرة.
(٢) الألوسي ١/المجلد الأول ج٢/٥٥.