قال السيوطي: قد يشكل على ماتقدم في آخر مانزل مطلقاً قوله تعالى ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم ﴾ فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع، وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها، وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال: لم ينزل بعدها حلال ولاحرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك. وقد استشكل ذلك ابن جرير وقال: الأَولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإفرادهم بالبلد الحرام، وإجلاء المشركين عنه، حتى حَجَّه المسلمون لايخالطهم المشركون (١).
قال الشاعر:

فألقت عصاها واستقر بها النوى كما قَرَّ عيناً بالإياب المسافرُ
وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
وكان الفراغ من هذا البحث في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم، بتاريخ ٢٥/١/١٤٢١هـ من هجرته صلى الله عليه وسلم.
الخاتمة
وهي عبارة عن بعض النتائج التي توصل إليها الباحث مع اقتراح يقترحه.
١ - النتيجة الأولى: أن نزول القرآن الكريم من أهم موضوعات علوم القرآن بل كل موضوعاته الأخرى مبنية على نزول القرآن الكريم.
٢ - النتيجة الثانية: أن علوم القرآن الكريم كفن مدون مستقل بنفسه بهذا اللقب ماكان معروفاً في العصور الأولى.
٣ - النتيجة الثالثة: أن أول ظهور لهذا الفن، مدوناً مستقلاً كان على يد الحوفي المتوفى سنة ٤٣٠هـ في كتابه البرهان في علوم القرآن.
٤ – النتيجة الرابعة: أن العلماء اختلفوا في تعريف القرآن وأحسن تعاريفه، كما عرفه في المراقي "أنه اللفظ المنزل على محمد - ﷺ - المتعبد بتلاوته المعجز بألفاظه ومعانيه".
٥ - النتيجة الخامسة: أن القرآن معجز بلفظه ومعناه، وأن النظَّام ومن شايعه القائلين بالصرفة قولهم ضعيف مردود.
(١) الاتقان ١/٧٧ فما بعدها، والمدخل ١/١٠١ فما بعدها.


الصفحة التالية
Icon