٣- الجزالة التي لاتصح من مخلوق بحال، قال القرطبي (١) : وتأمل ذلك في سورة ق والقرآن المجيد إلى آخرها وقوله سبحانه ﴿ والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ﴾ (الزمر: ٦٧) إلى آخر السورة، وكذا قوله ﴿ ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ﴾ ( إبراهيم : ٤٢) إلى آخر السورة قال ابن الحصار: فمن علم أن الله سبحانه وتعالى هو الحق علم أن مثل هذه الجزالة لاتصح في خطاب غيره، ولايصح من أعظم ملوك الدنيا أن يقول ﴿ لمن الملك اليوم ﴾ (غافر : ١٦) ولا أن يقول ﴿ ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ﴾ (الرعد : ١٣)
٤- التصرف في لسان العرب على وجه لايستقل به عربي حتى يقع منهم الاتفاق من جميعهم على إصابته في وضع كل كلمة وحرف مَوْضعه.
٥- الإخبار عن الأمور التي تقدمت في أول الدنيا إلى وقت نزوله، من أمّي ما كان يتلو من قبله من كتاب ولايخطه بيمينه، مع أنه أخذ بما كان من قصص الأنبياء مع أممها، وذكر ماسأله أهل الكتاب عنه، وتحدوه به من قصة أهل الكهف، وشأن موسى والخضر عليهما السلام، وحال ذي القرنين.
٦- الوفاء بالوعد المدرك بالحس في العيان في كل ما وعد الله سبحانه، وينقسم إلى أخباره المطلقة كوعده بنصر رسوله عليه السلام، وإخراج الذين أخرجوه من وطنه وإلى وعد مقيد بشرط كقوله ﴿ ومن يتوكل على الله فهوحسبه ﴾ (الطلاق: ٣)وقوله ﴿ ومن يؤمن بالله يهد قلبه ﴾ ( التغابن: ١١)

(١) البرهان ٢/٢١٨-٢٥١. الاتقان ٤/٣-٢٣، المحرر الوجيز ١/٣٨، النكت في إعجاز القرآن (١)/١٠٣، ١٠٤.


الصفحة التالية
Icon