إن الثمانينَ -وبُلِّغْتَها-...... قد أحوجَتْ سمعي إلى ترجمان
ثانيها: تفسير الكلام بلغته نفسها، ومنه سمي ابن عباس - رضي الله عنه - ترجمان القرآن.
ثالثها: تفسير الكلام بغير لغته. قال الجوهري "وقد ترجمه وترجم عنه إذا فسر كلامه بلسان آخر" (١).
رابعها: نقل الكلام من لغة إلى أخرى قال الزبيدي في تاج العروس: "وقيل: نقله من لغة إلى أخرى" (٢).
ولأن هذه المعاني الأربعة تشترك في أن معناها (البيان) أطلقت الترجمة على كل ما فيه بيان، فقيل ترجم لهذا الباب بكذا أي جعل له عنواناً، يبين ما تحته. وترجم لفلان أي بيَّن تاريخه، وترجمة هذا الباب أي بيان المقصود منه ونحو ذلك. والذي يعنينا من هذه المعاني الثالث والرابع ويكون المراد
بالترجمة هنا أمرين(٣):
الأول: الترجمة الحرفية:
وهي نقل الكلام من لغة إلى لغة أخرى مع مراعاة الموافقة في النظم والترتيب والمحافظة على جميع معاني الأصل المترجم.
الثاني: الترجمة التفسيرية أو المعنوية:
وهي شرح الكلام وبيان معناه بلغة أخرى بدون مراعاة لنظم الأصل وترتيبه وبدون المحافظة على جميع معانيه المرادة منه.
وعلى هذا فالمترجم ترجمة حرفية يقصد إلى كل كلمة في الأصل فيفهمها، ثم يستبدل بها كلمة تساويها في اللغة الأخرى، مع وضعها موضعها وإحلالها محلها، وإن أدى ذلك إلى خفاء أو ركاكة المعنى واضطراب العبارة بسبب اختلاف اللغتين في موقع استعمال الكلمة أو الضمير.
أما المترجم ترجمة تفسيرية فهو يقصد إلى المعنى العام للنص المراد ترجمته فيصوغه في عبارات تؤدي معناه من اللغة الأخرى من غير مراعاة لمفردات الأصل (٤).
(٢) تاج العروس: الزبيدي، ٨/٢١١.
(٣) التفسير والمفسرون: محمد حسين الذهبي، ١/٢٣-٢٤.
(٤) مناهل العرفان: الزرقاني، ٢/٧-٨ (بتصرف).