…وعلى معلم القرآن الكريم الذي يتلو مع نفسه، وعلى تلاميذه من الآيات البيِّنات التي توضح صفات الله والتي منها صفة العلم، ومنها قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ ((١)).
فعلى معلم القرآن الكريم أن يغرس في نفس الفرد الذي يعلمه معرفة ويقين أن الله العليم لا يرضى لعباده الجهل، ولا يمكن أن ينال القرب منه جاهل، وحسب هذا الفرد أن يجعل من هذه الصفة مثلاً أعلى يأخذ نصيبه من العلم، ويتدرج بالتطلع نحو الكمال المعرفي، وبقدر ما يبذل من جهد، وبقدر ما يحصل عليه من علم، بقدر قربه من الله تعالى، فكلما ازداد علماً، ازداد معرفة، وازداد قرباً من الله((٢))، وعلى هذا فإن؛التربية القرآنية التي يقوم بها معلم القرآن الكريم"تصنع هذا الفرد صنعاً عجيباً، منفرداً"((٣))، وتتم هذه الصناعة والتكوين للفرد عن طريق ما يلي:-
١)- تقدير النعم المحسوسة التي يتمتع بها الفرد، وإثارة عقله ووجدانه للتفكير فيها، ومن ثم التفكير في عظمة وقدرة مسديها، وفي القرآن الكريم تكرار الدعوة إلى النظر في القوة التي أسدت النعم التي يتمتع بها هذا الإنسان.

(١) - سورة: الأنعام، آية[٥٩].
(٢) - محمد شديد: قيم الحياة في القرآن، مرجع سابق، ص٧٠.
(٣) - مقداد يالجن: وسائل التربية الإيمانية في ضوء العلم والفلسفة، ط١٩٣٦م، مجلة المسلم المعاصر، العدد(٥)، ص٧٧.


الصفحة التالية
Icon