٥)- تكوين الاتجاه نحو التطبيق العلمي للعقيدة؛وما يترتب عليها، فإن الإنسان إذا شعر بأن كل شيء في هذا الكون قد خلف لخدمته، وهذا الشعور يولد حباً لمن سخّره له، وهو الله، وإلى هذا الأثر يشير قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ - قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ ((١))، وتكوين الاتجاه هذا يؤدي إلى:-
(١)ربط الإنسان بخالقه ربطاً وثيقاً عن حب وخشية.
(٢)تحرير الإنسان من العبودية لغير الله.
(٣)حب عباد الله، ثم العمل من أجلهم عملاً متواصلاً متفانياً، وهذا يؤدي إلى الحب والإخاء بين أفراد المجتمع.
(٤)إبراز أهمية العمل والتطبيق((٢)).
…ومما لا شك فيه؛أن للقرآن الكريم أسلوباً رائعاً، ومزايا فريدة في تربية الفرد على الإيمان بالله وبوحدانيته، وباليوم الآخر.
…إنه يُفرض الإقناع العقلي مقترناً بإثارة العواطف والانفعالات الإنسانية، فهو بذلك يربي العقل والعاطفة جميعاً، متمشياً مع فطرة الإنسان في البساطة وعدم التكلف، وطرق باب العقل مع القلب مباشرة((٣)).
…٦)- يُعلّم معلم القرآن؛تلاميذه أن الإيمان بالله هو الذي يحرره من ربقة العبودية للمادة، أو مطالب الذات الإنسانية الجسدية، أو العقلية، وهذا الإيمان هو الأساس، لأنه تربية صحيحة((٤)).
(٢) - محمد فاضل الجمالي: نحو توحيد الفكر التربوي في العالم الإسلامي، ط١٩٧٠م، الدار العربية للكتاب، ليبيا، ص١٤٤.
(٣) - محمد أحمد عبد الهادي: المربي والتربية الإسلامية، ط١٤٠٤هـ، دار البيان العربي، جدة، ص٢٣.
(٤) - محمد فاضل الجمالي: نحو تربية مؤمنة، فلسفة تربوية تكاملية لتحقيق مجتمع إسلامي ناهض، ط١٩٧٧م
الشركة التونسية، تونس، ص٢٧.