وعلى كل الخلق سلوك يتفاعل فيه الضمير والفكر والعاطفة والإرادة والتنفيذ والعادة، فكل هذه تتحد فتكون وحدة سلوكية، أخلاقية يعيشها في واقع الحياة اليومية((١))، وعن هذا السلوك، تنتج الحاسة الخلقية، الموجودة في النفس الإنسانية فطرياً، حيث يستطيع الفرد العادي أن يميز إلى حد ما-وفي كل ما يقوم به من أنواع السلوك-بين ما هو خير وما هو شر، وبين ما هو شر وما هو محايد، لا ينفع ولا يضر، وذلك مثلما يميز في عالم المحسوس بين الجميل والقبيح والمجرد من كل تعبير((٢)).
وبناء على ما سبق فإن مسألة الاعتقاد في هذه الأخلاق القرآنية وانبثاق الحياة عنها، ليست فكراً مجرداً، لا علاقة له بالواقع، وإنما هو مسائل تتصل بالعقل والروح والنفس والقلب، وبواقع الحياة كلها، والهدف الذي تهدف إليه هذه الأخلاق القرآنية، هو الرضى الإلهي، والقياس الخلقي، الذي توزن به الأعمال، إنما هو مقدار ما يحصل بها، من هذا الهدف المقدس((٣)).
الأهداف التي ينبغي لمعلم القرآن الكريم أن يحققها في المتعلمين:-
١- من أهم الأهداف التي تسعى التربية الإسلامية لتحقيقها، بواسطة معلم القرآن الكريم الهدف الأخلاقي((٤)).

(١) - محمد فاضل الجمالي: نحو توحيد الفكر التربوي في العالم الإسلامي،(مرجع سابق)، ص١٤٤.
(٢) - فؤاد البهي السيد: الأسس النفسية للنمو من الطفولة إلى الشيخوخة، ط٤، ١٩٧٥م، دار الفكر العربي، ص٣٤٧.
(٣) - محمد باقر الصدر: مرجع سابق، ص٤٤.
(٤) - محمد عبد الله دراز: دستور الأخلاق في القرآن، ط١٤٠٢هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت، ص١٤٢.


الصفحة التالية
Icon