ويدخل في نطاق الأخلاق كل سلوك إرادي صادر من إنسان راشد((١))، ولذا فهدفها تنمية السلوك الأخلاقي، على أساس شموله لما ينظم علاقة الفرد بنفسه أو بالناس، أفراداً أو جماعات، أو بالكون أو بالخالق، طبقاً لما جاء به القرآن الكريم، وتهدف من ذلك إلى سعادة الإنسان عن طريق إرضاء الله، بحيث تصبح الأخلاق هي ذلك النشاط الذي يربط بين تعاليم القرآن، وبين الإنسان، فرداً وجماعة، بحيث تتحول هذه التعاليم إلى حياة يومية تمارس.
وما دامت الأخلاق القرآنية التي يقوم معلم القرآن الكريم بتقديمها لتلاميذه تتخلل كل مناشط الحياة، فالنظام التربوي الإسلامي يجب أن تربطه أخلاقيات بالمجتمع المسلم الذي يعيش فيه، وتربط بين مؤسساته وأنظمته المختلفة أخلاقيات، هي صورة لأخلاق القرآن، وبهذا تصبح التربية قائمة على أخلاق، وتؤدي وظائف أخلاقية، في سبيل تحقيق أهدافها من التربية الإسلامية.
٢- إذا كانت الأخلاق القرآنية تعتمد على جانب فطري أصيل في الطبيعة الإنسانية وجانب الوحي، ثم الإرادة البشرية، فإن أسلوب التربية الأخلاقية الذي ينبغي لمعلم القرآن الكريم أن يتبعه يمكن أن يتم عن طريق:
…(١)تنمية الوازع الداخلي، أو ما يعبر عنه بالضمير الأخلاقي، الذي يتغذى من إيمان المرء ومعتقداته، والتربية الإسلامية تُغذي هذا الوازع إلى أن يزدهر، وتستعين في ذلك بالتربية العقائدية((٢) )).
…(٢)التزويد بالمعرفة، وهنا تزود التربية المتعلمين بالأخلاق القرآنية من القرآن، وذلك عن طريق العلم، والتجربة، حيث عن طريقها يمكن للإنسان أن يميز بين الخير والشر، وتشمل هذه المعرفة، المعرفة بالغاية والوسيلة، التي تحقق السلوك الأخلاقي.
…(٣)تربية الإرادة إلا أن تربية الإرادة تنمي في الإنسان حرية الاختيار السليم، حيث يختار الخير وينفذه وحيث تؤثر الإرادة على الفكر والعاطفة.

(١) - مقداد يالجن: الاتجاه الأخلاقي في الإسلام، مرجع سابق، ص٣٥٥.
(٢) - ارجع إلى المبحث الخاص بالتربية العقائدية، من هذا البحث.


الصفحة التالية
Icon