…فإنه من الأمور المُسّلم بها في مجال تحقيق النجاح في أي مجال من المجالات التي تهم الفرد والمجتمع، ولعل أهمها: مجال التعليم باعتباره الوسيلة الوحيدة، لتحقيق كل أنواع التقدم والتطور، وهذا التعليم لايمكن أن يؤدي دوره المنشود إلا من خلال أدوات ووسائل إيصاله إلى أذهان المتعلمين غبر طرائق فعالة أو ثبتت فعاليتها عبر مسيرة التعليم الطويلة، إذ لا ينفع المعلم بمعلوماته الواسعة إذا لم يتقن طريقة إيصالها، ومهارة إيضاحها للمتعلمين، ومن هنا تتضح أهمية الطريقة المتقنة في العملية التعليمية والتربوية.
…ولقد حققت التربية الإسلامية سبقاً كبيراً في هذا المجال، والميدان الهام، إذ قدمت عدداً من الطرائق الفعّالة في التدريس تختلف باختلاف المادة العلمية التي يقدمها، وباختلاف الزمان والمكان وفي مقدمة هذه المواد أو المقررات: القرآن الكريم، من أجل إحداث آثار بارزة في حياة الفرد والمجتمع.
…أحاول في هذه الدراسة إعطاء فكرة عن أهم آثار القرآن الكريم على الفرد والمجتمع، بعد عرض لأهم الجوانب التي يجب أن يعدّ معلم القرآن الكريم، من خلالها حتى يتمكن من إحداث الآثار المرجوة منه نحو أمته ومجتمعه.
ثانياً: موضوع البحث وأسئلته:
…من خلال العرض السابق يتضح للباحث أهمية الطريقة التدريسية في إنجاح العملية التعليمية، وفي تحقيق التقدم الذي تنشده الأمم والشعوب بشكل عام، وتدريس القرآن بشكل خاص.
…ولما لم أجد دراسة علمية متخصصة في هذا المجال حسب اطلاعي المتواضع، تولدت لديّ القناعة بضرورة دراسة آثار تعليم القرآن الكريم بعنوان[آثار التدريس الفعّال للقرآن الكريم، على الفرد والمجتمع من منظور التربية الإسلامية] ويمكن صياغته بالسؤال الرئيسي التالي:
س/ما آثار التدريس الفعّال في العملية التعليمية من منظور التربية الإسلامية؟
ويمكن أن يتفرع عنه الأسئلة التالية:
س١/ما الجوانب المهمة التي يجب أن يعد معلم القرآن الكريم من خلالها؟