٤- في جميع الطرق، يتكامل الجهاز النفسي مع الجهاز العقلي للإنسان، إذ إن تكيّف الأفراد مع هذه الأخلاق تكيّف اختياري وليس آلياً ومعنى هذا أن التربية في سبيل تكوين أخلاقيات لدى المتعلم، يجب أن نستعين بالإدراك والحاجات والانفعالات والعواطف، ثم بالتحليل العقلي، حيث تتضح ضرورة وأهمية الأخلاق للوضع الإجتماعي وللوضع الفردي، ومن ثم فإنها تجمع بين العرض الأخلاقي والوظيفة الأخلاقية، بمعنى أنه إذا كانت الأخلاق القرآنية ليست أخلاقاً دينية، بمعنى أن رقابتها توجد فقط في السماء، وأن أجزاءها وراء الموت، فإنها تحول هذه الصلاحيات في نفس الوقت، لقوتين مؤثرتين أيضاً هما: الضمير الأخلاقي، والسلطة الشرعية، وليس ذلك فحسب، بل إنها تكلف كل فرد في الأمة وفي مقدمتهم معلم القرآن الكريم، أن يحول بكل الوسائل المشروعة، دون انتصار الرذيلة والظلم، فهي بنفس هذا المعنى، يجب أن تُنّمى الإرادة الإنسانية بحيث تطيعها على أساس الفهم والتعّقل.
والتربية القرآنية إذ تعمل هذا العمل، إنما تراعي النمو ومراحله ومتطلباته، ثم الفروق الفردية القائمة بين الأفراد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ ((١)).
وبالجملة فإن التربية الإسلامية حين تهدف إلى تربية الإنسان المسلم تربية أخلاقية، تضع في اعتبارها أن الإنسان حضاري، وحضارته أخلاقية بالدرجة الأولى، وبفضل أخلاقيتها، استمرت ودامت، وأثرت وتأثرت، ومن ثم فإنها تسلك سبلاً تتمثل فيما يلي:-
…-تنمية الجانب الفطري في الإنسان، نحو الخير، وذلك عن طريق الإيمان، بأخلاق قرآنية.
…-التزود بالمعرفة، وتنمية الإرادة الإنسانية لاختيار الحق والخير.
…-عرض الأخلاق القرآنية شاملة متكاملة حسب المواقف.
…-وعن طريق المؤسسات الاجتماعية، والعبادات، والقدوة والتدريب، تنمي الأخلاق بطريقة عملية.

(١) - سورة: البقرة، آية[٢٨٦]


الصفحة التالية
Icon