فإذا ما وقع هذا المتعلم في الخطيئة، فإنه لا يتركه لعذاب نفسه، بل ترك باب التوبة مفتوحاً، لكي يرجع المتعلم إلى الله، ولكنه ينص على أساليب للوقاية من الوقوع في الخطأ، وهي في الحقيقة تربية للإرادة الإنسانية، وعلى قمة هذه الوسائل الصبر، إذ أن الإنسان"قادر على الصبر وكظم الغيظ وعلى تحمل ضياع المحبوب واحتمال المكروه وذلك بالعزم، ومخالفة النفس ورياضتها وسياستها، فالصابر حابس لنفسه عما تنزع إليه من الشهوات، وما تشكوا من الآلام"((١)) قال تعالى: ﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ ((٢))، وقال تعالى: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ ((٣))، فالقرآن إذن يجنب المؤمن الأمراض النفسية، وإلى جانب أنه ذكر أسساً نفسية كثيرة لا مجال للتوسع فيها، فهناك أسس الفروق الفردية والنمو وغيرها، وهذه الجوانب المختلفة تحتاج إلى دراسات مستفيضة إذ إن القرآن في هذه الناحية، لم تمسه يد بعد حسب إطلاعي المتواضع، كما أن على يعلم القرآن الكريم في إطار البناء النفسي لتلاميذه عليه أن يوضح، أو يقوم بتوضيح ما يلي:-

(١) - حسن الشرقاوي: نحو علم النفس، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط١٩٧٦م، ص١٧.
(٢) - سورة: يونس، آية[١٠٩].
(٣) - سورة: يوسف، آية[١٨]، وانظر البقرة، آية[١٥٣]، النمل، آية[١٢٧].


الصفحة التالية
Icon