(أولاً): أن النفس في القرآن قوة من قوى الإنسان، والتربية الإسلامية تُعد وتنمي النفس على هذا الأساس، بحيث"تمكن الإنسان من أن يكون عبداً صالحاً، لأن العبودية هي جوهرة الإنسانية"((١))، وذلك على أساس طبيعة الإنسان في القرآن((٢))، وتضع في اعتبارها أن التربية يجب أن تكون عن طريق الاستمتاع والحرمان، وعلى أساس تعدد الحاجات الإنسانية، ومن مادية بحته، وإلى روحية إلى اجتماعية، ثم يمكن تنمية الجانب النفسي والوجداني عن طريق ربط الإشباع أو الحرمان، بما حلله الله وما حرمة، وكذلك ربط العواطف الإنسانية بالله فيحب ما يحبه الله، ويبغض ما يبغضه الله، وعقد الصلة بين الإرادة الإلهية وإرادة الإنسان.
وهي في كل هذا تهدف إلى تنمية الإنسان المخلوق المكلف الخلفية، بحيث تنمي فيه تحمل المسؤولية، والإرادة، والمبادأة والاستقلالية، إذ إن هذه النفس مسئولة أمام الله مسؤولية كاملة.

(١) - جعفر شيخ إدريس: التصور الإسلامي للإنسان، أساس لفلسفة الإسلام التربوية، المسلم المعاصر، العدد الثاني عشر، ذو الحجة١٣٩٧هـ ديسمبر١٩٧٧م، ص٧٨-٧٩.
(٢) - عيسى سالم: الأخلاق في الكتاب والسنة، ط د. ت، دار الكتب، بيروت ص٨١-٨٢.


الصفحة التالية
Icon