(رابعاً): العلاقة التي تربط بين القائمين على التربية ومنهم معلم القرآن الكريم والمتعلمين، هي علاقة حسب، وليست علاقة القهر والاستبداد، لأن الجميع خلق، والفرق فرق في الخبرة، ليس إلا، ومن ثم يقبل المعلم كل ما يقدمه المتعلم ولا يرفضه، ولا يواجهه باستحقار، لأن هذا هو قدر المتعلم ومقدرته، ودور المعلم هنا هو بذل أقصى ما في جهده لتوجيه المتعلم، وتفجير طاقاته، وهذا من ايجابيات المعلم، وعلى أن يوفر لهم الأمن، ويتقبل متعلمة على ما هم عليه لا كما ينبغي أن يكونوا، مع الاهتمام بنواحيهم المختلفة داخل المدرسة وخارجها، لأن هذا يؤثر للمتعلمين جواً نفسياً رائعاً لتحقيق أهداف التربية.
وما دام القرآن يحمي الإنسان من الانحراف النفسي، ويوفر له أسباب الحماية والسعادة، فإن على معلم القرآن الكريم أن يعمل على هذا أيضاً.
فإذا ما أخطأ المتعلم، فإنه يحاول معه أن يردة إلى جادة الصواب عن طريق التوبة، وبالتالي لا يعمل على إيجاد عقدة الذنب أو الشعور بالنقص المركب، وإنما يعمل على تنمية الإنسان تنمية عادية، لأن في الإنسان أسباب هبوط ولأن الإنسان مفطور على بعض نواحي الضعف، التي تظهر بين الحين والحين، وفي غياب النفس الواعية.
(خامساً): على معلم القرآن الكريم أن يعمل على تدريب وتنمية الإرادة الإنسانية، التي هي صورة من صور النفس، بين الجبر والاختيار، وهي تتيح الفرصة للمتعلمين أن يختاروا، إذ أنه بدون"توفر نوع من الحرية أو قدر منها، فلن تكون هناك مسئولية"ومحاسبة المتعلم بجب"أن تبنى على مقدار حريته في الاختيار أساساً"((١))، وبهذا الشكل تتولّد لديه المسؤولية الاجتماعية.

(١) - محمد جواد رضا: فلسفة التربية وأثرها في معلمي المستقبل((دراسة تجريبية))مطبوعات جامعة الكويت رقم(١٣) الكويت، ١٩٧٢م، ص٧٩.


الصفحة التالية
Icon