فالتربية القرآنية من الناحية النفسية، تنظر للمتعلم من منظور الاستحلاف أيضاً، وتحاول تنميته إنساناً عابداً صالحاً انطلاقا من أن القرآن"يجعل العبادة عملاً والعمل عبادة، ويربط بين النفس والجسم والسماء والأرض، والدنيا والآخرة كلها في نظام"((١))، ومن ثم فهي تنمي الفرد المسلم تنمية نفسية ووجدانية سليمة، بحيث يتحقق الهدف النهائي لهذا التربية وذلك عن طريق:
استغلال الطبيعة الإنسانية ككل، لا كأجزاء منفصلة.
الإشباع والحرمان؛وعن طريقه يمكن تربية الإرادة الإنسانية وحرية الاختيار.
الحب والرجاء والأمل والتفاؤل، ولهذا يتخلص المتعلم من العقد النفسية والوساوس والأمراض النفسية وإشعار المتعلم أن الله معه في كل لحظة، وأنه في معية الله دوماً، وأنه لا حرج عليه إذا أخطأ.
إثارة الدافعية نحو العمل والتعلم الصادق وذلك عن طريق:
- صدق التوكل الذي يؤدي إلى توفير الجهد الانفعالي، والعقلي، بل والبدني، المبذول في الاهتمامات والتعلقات المتفرقة، ثم توجيه ذلك الجهد، وتركيزه في التعلم((٢)).
- بعث الحركة الداخلية، التي تؤدي إلى حركة خارجية((٣))، والتي تتميز بالإقبال والحماسة.
- توجيه النية، باعتبارها ظاهرة نفسية، لها دورها في كثير من مظاهر الحياة النفسية والعقلية عند الإنسان((٤)).
(د)- البناء الاجتماعي

(١) - محمد قطب: قبسات من الرسول- ﷺ -، ط٢، دار الشروق، بيروت، ص٨٥-٨٦.
(٢) - سيد أحمد عثمان: التعلم عند برهان الإسلام الزرنوجي، ط(د. ت)، دار الهدى، عمّان، ص٤٦-٤٧.
(٣) - سيد أحمد عثمان: المرجع السابق، ص٤٥.
(٤) - سيد أحمد عثمان: المرجع السابق، ص٤٤.


الصفحة التالية
Icon