وتعني بالطفولة، عناية فائقة، وتدريب الأطفال على العلاقات الاجتماعية السليمة، مع مراعاة ميولهم وقدراتهم، وتمتدح فيهم الصفات الطيبة، وتنطلق معهم من نفس منطلق حبهم، وهو حب اللعب((١))، بحيث تنمى فيهم الصفات الاجتماعية المطلوبة، وبنفس القدر من الاهتمام تهتم التربية الإسلامية الموكلة إلى معلم القرآن الكريم بالشباب باعتباره قوة المجتمع، وإن كان القرآن قد أمتدح فيهم صفات من قبل، قال تعالى: ﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ ((٢))، وقال تعالى: ﴿ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾ ((٣))، فهي تستخدم أدواتها وطرقها، في سبيل تنشئة الأفراد تنشئة اجتماعية سليمة، فلا عجب في ذلك فالقرآن يوجه بالاهتمام بتربية الأطفال والشباب، على معايير المجتمع وأنظمته وتنشئتهم عليها، ولننظر آية سورة النور((٤))، لنرى فيها اهتماماً بالغاً بضرورة تربية الأطفال وتعويدهم على العادات الاجتماعية، فالاستئذان، توحي الآية الكريمة بتدريب الأطفال عليه، في ثلاثة أوقات معينة، وخاصة لمن لم يبلغوا الحلم، أما من بلغوا، فالاستئذان واجب في كل الأوقات.
وهكذا في هذه الآيات وصية بضرورة تربية الأطفال والشباب اجتماعياً، فالتربية الإسلامية تزود النشء بالمهارات الاجتماعية اللازمة لكي يعيشوا في مجتمع مسلم.

(١) - سورة: يوسف، آية[١٢].
(٢) - سورة: القصص، آية[٢٦].
(٣) - سورة: البقرة، آية[٢٤٧].
(٤) - سورة: النور، آية[٥٨-٥٩].


الصفحة التالية
Icon