…٣)- تسعى التربية الإسلامية تزويد الفرد من خلال معلم القرآن الكريم بمهارة مناسبة تكتسب منها عيشه بمعنى جعل الفرد عضواً اقتصادياً منتجاً، وبالتالي فهي تدربه على المناشط الاقتصادية المختلفة من إنتاج واستهلاك وإسهام في الاقتصاد الإسلامي ورفعه، والآيات في ذلك كثيرة، لا تقصر النشاط الإنتاجي على عمل معين، أو مهنة معينة وإنما على المهن على اختلافها، ومعنى هذا بطريق ضمني أن التربية الإسلامية تدرب الأفراد على امتهان مهنة، بحيث يصبحون أفراداً منتجين في المجتمع المسلم((١)).
ثم إننا نلحظ اهتمام القرآن بالتربية الاستهلاكية، فهناك آيات كثيرة توصي بالاهتمام وبتدريب الإنسان على الإنفاق في سبيل الله، وقضاء حوائجه، دون إسراف ولا تقتير، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ ((٢))، إلى جانب تدريب الفرد المسلم، على الإنفاق في سبيل المجتمع، وفي سبيل الخير العام، وهذا من مستلزمات الحياة في المجتمع المسلم.
والقرآن يدعوا إلى التسابق في الخير، والتربية الإسلامية تدرب أفرادها عليه وعلى تجويد العمل والتعاون من أجله واستغلال الذكاء في هذا، مما يؤدي خفض تكاليف الإنتاج، أو تحسين وسائل الإنتاج، مما يمكن المستهلك من الحصول على مطالبة، بأقل ثمن((٣)).

(١) - عبد الله العربي: الاقتصاد الإسلامي والاقتصاد المعاصر، المؤتمر الثالث لمجمع البحوث الإسلامية، الأزهر
عام١٣٨٦هـ - ١٩٦٦م. ص١٢٥.
(٢) - سورة: الفرقان، آية[٦٧].
(٣) - عبد الله العربي: الاقتصاد الإسلامي الاقتصاد المعاصر، مرجع سابق، ص٢٠٨.


الصفحة التالية
Icon