…مما لا شك فيه أن المنهج يختلف باختلاف الموضوع الذي يدّرس ويبحث، وبما أن التدريس الفعّال في التربية الإسلامية في كل مواده المتعددة، فإن ما يناسبها من المناهج العلمية هو: المنهج الوصفي الذي يساعد الباحث في تحليل ووصف ظاهرة مجال البحث، وذلك بهدف الاستفادة من هذا المنهج في وصف آثار تدريس القرآن الكريم على الفرد والمجتمع.
الفصل الثاني: أهمية إعداد معلم القرآن الكريم
أولاً: الإعداد الثقافي:
تعرف الثقافة العامة بأنها"الثقافة الإنسانية الواسعة التي تهيئ للمرء أسباب مؤالفة الطبيعة، ومؤالفة الحياة الاجتماعية ومؤالفة القيم الروحية.... والمعلم لا يكون صالحاً حتى يكون مزوداً بثقافة عامة تعينه على فهم الطبيعة والمجتمع وتمكنه من إدراك ما يترتب على عمله من خير وشر وتساعده على إدراك القيم الخلقية والمبادئ العلمية والمفاهيم الفنية وطبيعة المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية"((١))وبالنسبة للعالم المسلم فإن مهنة التدريس تعتبر من أوائل المهن التي تحتاج إلى ثقافة عامة واسعة، فتهذب روحه، وتقوم سلوكه وخلقه، وتنمي عقله وتنظمه، وتهذب ذوقه الفني وتكشف عما لديه من استعدادات فنية وقدرات إبداعية"وتعرفه بأصول عقيدته وأحكام دينه وبحقائق سيرة سلفه الصالح وتاريخ أمته وبلاده وبمجريات الأحداث في الماضي، وتمكنه من استخلاص الدروس والعبر والعظات من التاريخ واكتشاف الأسباب العميقة التي تكمن وراء أحداث الماضي ليستفيد منها في حاضره ومستقبله، كما تمكنه أيضاً من الإلمام بمشكلات مجتمعه وأمته والعالم الذي يعيش فيه ومن تقويم لسانه" ((٢))الفنية، وغيرها، كل ذلك في إطار الأخلاق والعقيدة الإسلامية، ومن هذا المنطلق ينصح المفكرون المربون المسلمون المعلم لكي
(٢) - عمر محمد التومي الشيباني: من أسس التربية الإسلامية، ط١٣٩٩هـ، المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع، طرابلس، ص٣٢٩.