…من السلم به منظور التربية الإسلامية أن معلم القرآن الكريم هو أحد وراث المصطفى- ﷺ -، القائل:((العلماء ورثة الأنبياء))((١))، كيف لا وهو المؤهل لنفع أمته، وخدمة مجتمعه في كل الميادين والمجالات، ومنها: المجال الأمني، ولذلك يقول المربون المسلمون"من اشتغل بالتعليم فقد تقلّد أمراً عظيماً، وخطراً جسيماً"((٢)).
…إنه معلم القرآن الكريم"ينبغي أن يكون له الحظ الأوفى والأكبر في بناء أمن مجتمعه، من خلال البناء العلمي السليم لتلاميذه، والأمانة التامة لأبناء أمته، فلا يدفعهم إلى التطرف الفكري الصدام، ولا يعبئهم تعبئة خاطئة ضد أولياء الأمر، وحكام البلاد، ولا يُعَّودهم أساليب التكفير للمسلمين لأخطاء وقعت منهم، بل عليه أن يبني في نفوسهم حسن الثقة بالآخرين، والتماس العذر لمن وقع منه ذنب، والدعاء له بالتوبة، والإقبال على الله، وحسن التوجه إليه، وأن من أقبل على الله قبله، يقول - ﷺ -:((كل أبناء آدم خطاء، وخير الخطائين، التوابين))((٣)).

(١) - الترمذي: السنن، مرجع سابق، ج٣، ص١٣٤.
(٢) - أبو حامد الغزالي: إحياء علوم الدين، مرجع سابق، ج١، ص٥٥.
(٣) - الترمذي: المرجع نفسه، ج٤، ص١١٨.


الصفحة التالية
Icon