…كما عليه أن يوجه أفراد مجتمعه إلى إزالة كل العوائق والمؤذيات التي تعَّرض أمن المجتمع للخطر، ومن ذلك إزالة الأشجار التي تضايق الناس في طريقهم، وفي الحديث يقول رسول الله- ﷺ -:((بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له، فغفر له))((١)).
…وأيضاً: قتل الحشرات، والحوام الضارة، وحث المجتمع على ذلك، لما يتريث عليه من أمن على حياة أفراد المجتمع كله؛عملاً يقوله- ﷺ -:((اقتلوا الحيَّات، واقتلوا ذا الطفتين، والأبتر، فإنهما يطمسان البصر، ويستسقطان الحبل))((٢))، وقوله- ﷺ -:((خمس من الدواب كلهن فاسق، يقتلن في الحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور))((٣)).
…فيوجه معلم القرآن الكريم، كل أفراد مجتمعه إلى كيفية حماية النفس والآخرين من الأخطار المحتمل وقوعها في كل الظروف، وتكوين الاتجاهات لدى الإنسان نحو السلامة والأمان، والبناء الأمني إذن يتطلب محافظة كل فرد من أفراد المجتمع على ذاته، وعدم تعريض هذه الذات للأذى، وللتهلكة، والانتحار، وقتل النفس، أو تشويهها((٤)).
…كما ينبغي على معلم القرآن الكريم في مجال البناء الأمني لمجتمعه: التحذير من ارتكاب المعاصي، وتعاطي المفاسد، والوقوع في الجرائم الحدّية، لما لها من آثار سيئة تهدد الأمن والاستقرار ولا يتحقق الأمن للمجتمع إلا بإقامة الحدود، أو تطبيق العقوبات الشرعية، وإلى هذا الأثر يشيد قول رسول الله- ﷺ -:((حد يعمل به في الأرض، خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحاً))((٥)).

(١) - البخاري: المصدر نفسه، ج١، ص١٦٧.
(٢) - البخاري: المصدر نفسه، ج٤، ص١٥٤.
(٣) - البخاري: المصدر نفسه، ج٣، ص١٧.
(٤) - سهام العراقي: التربية الأخلاقية، ط١٩٧٦م، دار صادر، بيروت، ص١٥.
(٥) - ابن ماجه: السنن، ط(د. ت)دار المعرفة، بيروت، ج٢، ص٨٤٨.


الصفحة التالية
Icon