…ومما ينبغي على معلم القرآن الكريم تنبيه أفراد مجتمعه إليه: رعاية كل أفراده من الوقوع في الجريمة؛لأن فيها زوال النعمة، وانعدام الرخاء، وخلل في الأمن، وأن الاستقامة على منهج الله، وهو الكفيل بحفظ النعم، ودوام الرخاء، واستقرار الأمن، يقول الله سبحانه وتعالى في الإشارة إلى هذا الأثر: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا ﴾ ((١)).
…وعليه أن يلفت انتباه المجتمع بكل أفراده إلى أنه"ليس مقصود الشارع مجرد الأمن من المعاودة ليس إلا ولو أريد هذا لكان قتل صاحب الجريمة فقط، وإنما المقصود: الزجر والنكال، والعقوبة على الجريمة، وأن يكون إلى كف عداوته أقرب وأن يعتبر به غيره، وأن يحدث له ما يذوقه من الألم توبة نصوحاً، وأن يُذَّكره بعقوبة الآخرة، إلى غير ذلك من احكم، والمصالح"((٢)).
…ج- البناء الاقتصادي:
…الاقتصاد عصب الحياة، وشريانها النابض، وبدونه تصعب الحياة وتشتد الضائقة على الناس، وبالمال يتمكن المجتمع من بناء المدارس، والمساجد، والمستشفيات، ومعالجة كل أمور الفرد والجماعة، ولما كان للمال هذه الأهمية شرع الدين الإسلامي ما يحفظه، وينميه، ويحميه من الإسراف، والعدوان، وسوء التصرف، والحجر على السفيه والمعتوه
ومن كان في حكمهما، ومما لا شك فيه، في إطار الحديث عن أثر معلم القرآن الكريم على المجتمع، يمكن القول أن له تأثيراً واسعاً وواضحاً في مجال البناء الاقتصادي، وذلك من خلال ما يلي:-
الإعداد لكوادر المستقبل:

(١) - سورة: الجن، آية[١٦].
(٢) - ابن القيم: إعلام الموقعين عن رب العالمين، ط(د. ت) دار العلم، بيروت، ج٣، ص١٠٦.


الصفحة التالية
Icon