من الأمور الدنيوية مع الإمكان وبدون يقتصر على قدر الضرورة"((١)).
…هذا وإن استمرارية التعلم والاتصال به، من خصائص أنشطة التعلم التي تضمن لها فاعليتها وتحقيق نتائجها في التنوع فمع التنوع والقوة والحيوية في ممارسة هذه الأنشطة لا بد من عدم تعرضها لانقطاع أو فترة، لهذا ينصح الزنوجي"بألا يكون لطالب العلم فترة فإنها آفة"((٢))ويتابع نصحه بأن العلم صناعة، ولما كان كذلك فهو يحتاج إلى الاستمرارية فيه والمداولة والتجرد له فيقول:((صناعتنا من المهد إلى اللحد، فمن أراد أن يترك علمنا هذا ساعة فليتركه الساعة)) ((٣))، فهو لا يريد طلبة يسيرون أنصاف الطريق في العلم، بل طلبة يستمرون في علمهم مدى الحياة.
ولما كان من آداب العالم ترك الدعوى لما لا يحسنه وترك الفخر بما يحسنه اضطر أمام ضغط المجتمع ونظرته التقيمية المستمرة له أن يسعى"لتكون همته في طلب العلم عالية فلا يكتفي بالقليل مع إمكان الكثير" ((٤))،"ويبادر أوقات عمره لابد لها ولا عوض عنها"((٥)).
وعليه أن يبالغ"في الجد والنشاط وشرخ الشباب قبل عوارض البطالة وموانع الرياسة فإنها أدوى الأدواء وأعظل الأمراض وليحذر كل الحذر من نظر نفسه بعين الكمال والاستغناء عن المشايخ، فإن ذلك عين النقص وحقيقة الجهل وعنوان الحماقة، ودليل قلة العلم والمعرفة لو تدبر"((٦)).
(٢) - برهان الدين الزرنوجي: تعليم المتعلم طرق التعلم، ط١٣٥٤هـ، دار التراث، القاهرة، ص١١١.
(٣) - الزرنوجي: المرجع نفسه، ص١١٥.
(٤) - ابن جماعة: تذكرة السامع، ص١٣٣.
(٥) - ابن جماعة: المرجع نفسه، ص٧٠.
(٦) - العاملي: منية المريد، مرجع سابق، ص٨٩.